×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلا يَغْمِسْ يَدَهُ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثًا فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ؛ إلا أَنَّ الْبُخَارِيَّ لَمْ يَذْكُرْ الْعَدَدَ، وَفِي لَفْظِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ: «إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ اللَّيْلِ» ([2]).

****

  «إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ اللَّيْلِ» هذا يدل: على أن نوم الليل يختلف عن نوم النهار، وأيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: «أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» يدل على ذلك؛ لأن البيات إنما يكون من الليل. وهذا له أحوال:

أولاً: عندما يريد الوضوء يغسل كفيه وهذا مشروع بالإجماع.

ثانيا: إذا كان قائمًا من النوم فإن كان من نوم النهار فلا يجب عليه ذلك وإنما هو مستحب، أما إن كان قائمًا من نوم الليل فهذا محل الخلاف، فالجمهور على أنه للاستحباب أيضًا، ولكن جماعة من المحدثين والحفاظ يقولون: إنه للوجوب وهذا هو الراجح، والحديث ظاهر في أن العلة هي التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» أي: لا يضبط يده فربما تقع على شيء نجس، وربما تقع على فرجه وهو نائم.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (12/227)، والبخاري (162)، ومسلم (278)، وأبو داود (103)، والترمذي (24)، والنسائي (1)، وابن ماجه (393).

([2])أخرجه: الترمذي (24)، وابن ماجه (393).