×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ أَوْ أَيْنَ طَافَتْ يَدُهُ» ([1]). رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ: إسْنَادٌ حَسَنٌ.

وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ حَمَلُوا هَذَا عَلَى الاسْتِحْبَابِ مِثْلَ مَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ» ([2]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

****

«لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ أَوْ أَيْنَ طَافَتْ يَدُهُ» معناه: أين وقعت، فلا يدري عن ذلك وهو نائم، والواجب غسلها ثلاث مرات، كما في الحديث في غير رواية البخاري.

«وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ حَمَلُوا هَذَا عَلَى الاسْتِحْبَابِ» والمُصَنّفُ رحمه الله لمَّا ذكر الأحاديث بَيَّنَ أن أكثر العلماء يرون أن غسل الكفين ثلاثًا من نوم الليل مستحب وليس بواجب فهو مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ» أي: يستنثر في أنفه أي: يُدْخِلُ الماء في أنفه ثلاث مرات ثم ينثره، وهذا غير واجب.

قالوا: وكذلك غسل الكفين بعد النوم لا يكون واجبًا.

***


الشرح

([1])  أخرجه: الدارقطني (129).

([2])أخرجه: أحمد (14/270)، والبخاري (3295)، ومسلم (238).