×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

 ولا يهمهم إلا أن يوفروا لهم الطعام والشراب والكِسوة، وأما من الناحية الدينية فلا يهتمون بتربيتهم، وكما يجب عليهم أن يأمروهم بالصَّلاة فإنه يجب عليهم أن يجنِّبوهم ما يُؤثِّر على دينهم وعلى أخلاقهم مما ينشر من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من الأغاني، والمزامير، والتمثيليات، وغير ذلك، فيجب على أولياء الأطفال أن يجنِّبوهم هذه الأمور؛ لأنها تنطبع في أذهانهم فيأْلفوها، وهذا ما يُريده أعداء الإسلام والمسلمين مما ينشر في هذه الوسائل المُدَمِّرة.

ومسئولية الأولاد على والديهم مسئولية عظيمة من حين بلوغهم سن التمييز ومسئوليتهم على آبائهم فإن رَبُّوهم على الخير نشئوا عليه، وصاروا أولادًا صالحين، وإن أهملوهم أو جلبوا لهم وسائل الشر صاروا أولادًا سيئين، ويكون إثمهم على والدِيْهم، وأيضًا والدوهم يُحرمون من نفعهم الدينيّ، ودعائهم لهم، فالولد الصالح ينفع والدَيْه أحياءً وأمواتًا، وفى الحديث «أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1]).

والصلاح لا بد له من تربية، ولا بد من فِعل الأسباب، وأسبابه ما أرشد إليه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم هنا في قوله: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاة وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عليها وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في الْمَضَاجِعِ» ([2])، إذا بلغ سن العاشرة فإنه يكون قد قارب البلوغ أو بلغ، فإذا ترك الصَّلاة فلا يكفي أمره بها، وإنما يُضرب ليذوق وبال فِعله حتى


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم (1631).

([2])  أخرجه: أحمد (11/284)، وأبو داود (495).