وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ
رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنَ الأَعْمَالِ تَرْكُهُ
كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلاة ([1]). رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ .
وَعَنْ عَبْدِ
الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ
الصَّلاة يَوْمًا فَقَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا
وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا
لَمْ تَكُنْ لَهُ نُورًا وَلا بُرْهَانًا وَلا نَجَاةً، وَكَانَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيُّ بْنِ خَلَفٍ» ([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ .
****
بعدما ذَكَر الأحاديث ذَكَر ما عليه الصحابة رضي
الله عنهم في حُكم تارك الصَّلاة، فهذا عبد الله أو عبيد الله بن شقيق العقيلي رضي
الله عنه وكان تابعيًا من التابعين، يَحكي عن الصحابة رضي الله عنهم: «أنهم لاَ يَرَوْنَ شيئا من الأعْمَالِ
البدنية تَرْكُهُ كُفْرٌ غير الصَّلاة» ([3])،
فهذا حكايةٌ لإجماع الصحابة رضي الله عنهم على أن تارك الصَّلاة كافر مع الأدلة
الأخرى.
هذا من أدلة القائلين: بأن مَنْ تَرَك الصَّلاة فإنه يكفر الكفر الأكبر، «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا» أي: داوم على فعلها قال تعالي: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ﴾ [البقرة: 238]، وقال عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ﴾ [المعارج: 34] فلا يكفي أن يُصلِّي
([1]) أخرجه: الترمذي (2622).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد