وَعَنْ عَبْدِ الله بْن جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ هَدَفٌ أَوْ حَايِشِ نَخْلٍ ([1]). رَوَاهُ أَحْمَد
وَمُسْلِمٌ وَابْن مَاجَهْ، وَحَايِشِ نَخْلٍ: أَيْ جَمَاعَتُهُ وَلاَ وَاحِدَ
لَهُ مِنْ لَفْظِهِ.
قَوْلُهُ:
«هَدَفٌ» الْهَدَفُ مُحَرَّكَة: كُلُّ مُرْتَفَعٍ مِنْ بِنَاءٍ أَوْ كَثِيبِ
رَمْلٍ أَوْ جَبَلٍ.
وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَتَى
الْغَائِطَ فَلْيَسْتَتِرْ
****
كان صلى الله عليه وسلم إن كان في فضاء يبعد حتى
لا يراه أحد، وإن كان حوله ما يستره استتر به من هدف، والهدف هو: الرمل
المجتمع أو المرتفع من الأرض يكون من ورائه حيث لا يراه أحد أو حائش نخل؛ أي:
مجموعة نخل تستره، فهذا من آداب قضاء الحاجة، والاستتار بما يغيبه عن أنظار الناس
إما بالبعد في الفضاء، وإما بالتغيب وراء شيء مرتفع بحيث لا يراه الناس فمن أراد
قضاء الحاجة فإنه يفعل ذلك اقتداءً بالنَّبِي صلى الله عليه وسلم.
«مَنْ أَتَى الْغَائِطَ»
الغائط هو: الخارج؛ من تسمية الشيء باسم محله من باب التأدب في الألفاظ عن
ذكر ما يكره.
«فَلْيَسْتَتِرْ» أي: يختفي عن الناس إما أن يبعد كما في الحديث السابق وإما أن يكون وراء شيء يستره فإذا لم يجد شيئا يستره ولا يتمكن من الإبعاد فإنه يجمع كومة من الرمل ويكون وراءها تستره عن الناس،
([1]) أخرجه: أحمد (3/273)، ومسلم (342)، وابن ماجه (340).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد