«فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ» أي: يتقن
الوضوء ويتمه، وهو دليل على أنه لابد من إتمام الوضوء بحيث لا يبقى شيء من أعضاء
الوضوء لا يمسها الماء، فإن بقي شيء لم يجرِ عليه الماء فلا يكون وضوءه تامًا.
وقوله:
«فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ» أي: يتم
الوضوء على الكيفية التي شرعها الله سبحانه وتعالى، ويسبغ مأخوذ من سباغ الشيء أي:
تعميمه على الأعضاء، يقال: دِرع سابغ أي: ضافي.
«رَفَعَ نَظَرَهُ إلَى السَّمَاءِ»
دليل على علوّ الله سبحانه وتعالى فوق سماواته، فهذا من أدلة علو الله على خلقه في
جملة أدلة كثيرة على علوّ الله على خلقه ساقها الذهبي رحمه الله في مؤلَّف مستقل
اسمه: العلو للعلِيّ الغفار - وهو مطبوع والحمد لله -.
وأما
من أوَّلَ ذلك من أهل الضلال ونَفَى العلو فيقولون: يرفع بصره إلى السماء؛ لأن
السماء قبلة الداعِي - كذا يقولون - فهذا تأويل باطل، ولأن قبلة الدعاء هي قبلة
الصَّلاة وهي الكعبة المشرفة وليست السماء، فليس هناك قبلة للمسلمين في جميع
عباداتهم غير الكعبة. وفي الحديث أيضًا بيان أن أبواب الجنة ثمانية.
قال
تعالى: ﴿وَفُتِحَتۡ
أَبۡوَٰبُهَا﴾ [الزمر: 73]. فلها أبواب،
وهذا بالإجماع، وكل باب منها يختص بعمل، ولكن لم يرد عددها في القرآن صريحًا،
وإنما ورد في السُنَّة - كما في هذا الحديث - أن أبواب الجنة ثمانية.
***
الصفحة 2 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد