عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم
كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ الَّتِي يَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ
وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ.
وَعَنْ ابْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ: جَدَبَ لَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم السَّمَرَ بَعْدَ
الْعِشَاءِ ([2]). رَوَاهُ ابْنُ
مَاجَهْ، وَقَالَ: جَدَبَ: يَعْنِي زَجَرَنَا عَنْهُ، نَهَانَا عَنْهُ .
****
قوله: «أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ
الْعِشَاءَ» عن أول وقتها.
«الَّتِي يَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ»
أي: يسمونها العتمة أي: يسميها الأعراب، والعتمة: الظُّلمة، والنَّبِي صلى الله
عليه وسلم أمر أن تُسمي العشاء بدل العتمة، أنه كان صلى الله عليه وسلم يكره النوم
قبلها؛ لأن هذا يجعله يكسل عن صلاة العشاء، وربما ينام عنها، أو يتأخر عن صلاة
الجماعة.
وكذلك
يكره السهر بعدها؛ لأنه يجعله يكسل عن صلاة الفجر ويفوت القيام لصلاة الليل.
«جَدَبَ» أي: نَهَي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمر بعد العشاء؛ لِمَّا يترتب عليه من عدم الاستيقاظ لصلاة الفجر، وترك الوِتر، وترك قيام الليل.
([1]) أخرجه: أحمد (33/ 37)، والبخاري (547)، ومسلم (647)، وأبو داود (398)، والترمذي (168)، والنسائي (525)، وابن ماجه (701).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد