وَعَنْ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسْمُرُ
عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ اللَّيْلَةَ كَذَلِكَ فِي الأَمْرِ مِنْ أَمْرِ
الْمُسْلِمِينَ وَأَنَا مَعَهُ ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ .
وَعَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: رَقَدْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ لَيْلَةً كَانَ رَسُولُ الله صلى
الله عليه وسلم عِنْدَهَا لأَنْظُرَ كَيْفَ صَلاةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه
وسلم بِاللَّيْلِ قَالَ: فَتَحَدَّثَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِهِ
سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ ([2]). رَوَاهُ
مُسْلِمٌ .
****
وقوله: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسْمُرُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ
اللَّيْلَةَ كَذَلِكَ فِي الأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ وَأَنَا مَعَهُ»
هذا مُخصِّصٌ للنَّهْيِ عن السمر بعد العشاء، فإذا كان لمصلحة للمسلمين فلا بأس،
لذلك كان الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، «يَسْمُرُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ» أي: بعد العشاء: «فِي الأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ» كتنظيم أحوال الرعية،
والنظر في المشاكل، فَوَلِيّ الأمر عليه تحملات للرعية، وبحاجة إلى أن يتفرغ لها
بعد العِشاء، ولا مانع من ذلك؛ لأنه لمصلحة، والنَّهْي عن السمر إنما يقصد به الذي
يكون من غير مصلحة.
ابن عباس رضي الله عنهما كان شابًا صغيرًا، وكان يَبِيت عند خالته ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، زوجة النَّبِي صلى الله عليه وسلم؛ لأجل أن يري كيف يصنع الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وهذا مِن حِرصه رضي الله عنه، فنام عند خالته ميمونة رضي الله عنها،
([1]) أخرجه: أحمد (1/308)، والترمذي (169).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد