وجاء الرَّسُول صلى الله عليه وسلم في يومها، «فَتَحَدَّثَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم
مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً» أي: تحدث مع زوجته ساعة بعد العِشاء، فهذا دليل: على
أنه لا بأس أن يتحدث الرَّجل مع امرأته من باب حُسن العشرة والمؤانسة، «ثُمَّ رَقَدَ» صلى الله عليه وسلم، ثم
قام من الليل وذكر الله وتوضأ، وقام يصلي، وقام ابن عباس رضي الله عنهما وتوضأ ثم
جاء وكبَّر مع النَّبِي صلى الله عليه وسلم ووقف عن يسار الرَّسُول صلى الله عليه
وسلم، فأداره الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وجعله عن يمينه صلى الله عليه وسلم
وصلَّي مع الرَّسُول صلاة الليل، وهذا فيه: فضل ابن عباس رضي الله عنهما، وحرصه
علي طلب العلم والإقتداء بالرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وأكسبه ذلك أن دعا له
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وقال: «اللَّهُمَّ
فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» ([1])
أي: التفسير، فكان حَبر الأمة، وترجمان القرآن ببركة دعوة الرَّسُول صلى الله عليه
وسلم، والسبب في ذلك: حرصه رضي الله عنه على هذا الأمر.
***
([1]) أخرجه: أحمد (12/163)، والبخاري (615)، ومسلم (437).
الصفحة 4 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد