﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي
لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن
لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا﴾ [الإسرَاء:
111]، ﴿وَخَلَقَ
كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا﴾ [الفُرقان: 2]،
****
فخدم بذلك هذا الفن العظيم حيث ربط الأحكام
الفقهية بأدلتها من سنة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وهو الآن يبيِّن طريقته
ومنهجه في هذا الكتاب.
هذه
آية من كتاب الله عز وجل افتتح بها هذا المؤلف، وبداية المؤلفات والخطب بالحمد لله
سنة نبوية.
الله
خالق كل شيء، وهو على كل شيء وكيل، وليس هناك مخلوق لغير الله عز وجل كل المخلوقات
الله خالقها، وربها ومدبرها فهو المتفرد بالخلق؛ ولهذا تحدى المشركين بأن يبينوا
ما خلقته آلهتهم فقال تعالى: ﴿أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ
شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ﴾
[فاطر: 40]، وتحدى المشركين في عبادتهم لغير الله بأن يبينوا ما خلقته آلهتهم حتى
يستحقوا العبادة، فلمّا لم يأتوا بشيء منها دل على أن هذه المعبودات مخلوقة، فلا
تستحق العبادة: ﴿أَفَمَن
يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾
[النحل: 17]، ﴿وَخَلَقَ
كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا﴾
[الفرقان: 2]، كل شيء الله جل وعلا قدَّره، وقدر خلقته تقديرًا معجزًا حيث لم تكن
المخلوقات على نمط واحد؛ بل هي مختلفة، كل شيء له خلقته التي تناسبه، وأيضًا قدره
تقديرًا، أي: قضاه سبحانه وتعالى على ما يريد وفي هذا إثبات القدر: ﴿إِنَّا كُلَّ
شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ﴾
[القمر: 49].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد