×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِي الأُمِّيِّ الْمُرْسَلِ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا،

****

  بعد أن حمد الله صلَّى على نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم وهذا أيضًا من آداب الخطب، فإنه بعد حمد الله يؤتى بالصَّلاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم، والصَّلاة من الله على نبيِّه ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.

قوله: «النَّبِي الأُمِّيِّ» النَّبِئ: من النبأ وهو الإخبار؛ لأنه يخبر عن الله سبحانه وتعالى فسمي نبيئًا، ففي قراءة نبيء بالهمز، أي: مخبر عن الله، وأما النبي بدون همز فهو من النبوة، وهي الارتفاع لأنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم مرتفع القدر عند الله سبحانه وتعالى، والنَّبِي يدخل فيه الرَّسُول فهو أعم من الرَّسُول، فكل رسول فهو نبي وليس كل نبي رسولاً، فالفرق بين النَّبِي والرَّسُول أنَّ النَّبِي يُبعَث بشريعةِ مَنْ قَبلَه وقد يوحى إليه بأشياء خاصة كأنبياء بني إسرائيل، وأما الرَّسُول، فإنه يوحى إليه بشرع جديد كما في التوراة، والإنجيل، والقرآن.

و«الأُمِّيِّ» من صفات الرَّسُول محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، لأن الأُمِّيِّ: معناه الذي لا يقرأ ولا يكتب لئلا يقال: أنه قرأ في الكتب السابقة، وجاء منها بما جاء، فهو لا يقرأ، قال تعالى: ﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ [العنكبوت: 48]، ومع هذا جاء بهذا الكتاب المعجز للبشرية والجن والإنس، وهو لا يقرأ ولا يكتب فدل على أن ما جاء به هو من عند الله سبحانه وتعالى، فهذه صفة النَّبِي صلى الله عليه وسلم في القرآن وفي الكتب السابقة فالأمية في حقه مدح بخلاف غيره. 


الشرح