وَعَلَى
آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
****
وكانت
رسالة الرسل قبله خاصة بأممهم، وهذا النَّبِي محمد صلى الله عليه وسلم رسالته عامة
لجميع الناس فيدخل في ذلك اليهود والنصارى وغيرهم، قال تعالى: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا﴾ [سبأ: 28]، وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، فليست رسالته للعرب فقط قال تعالى: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158]، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «كَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ
خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً» ([1])،
فبلَّغ رسالته عليه الصلاة والسلام، المشارق والمغارب، وقامت بذلك حجة الله على
خلقه. ولا بد من الشهادة له بعموم الرسالة، فمن قال: هو رسول الله إلى العرب وليست
رسالته عامة، كما تقوله طائفة من اليهود والنصارى، فهذا مُكذب لله سبحانه
وتعالى؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ
يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُْمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ،
ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ
أَصْحَابِ النَّارِ» ([2])،
«بَشِيرًا» أرسله بشيرًا لأهل الطاعة
بالجنة، «وَنَذِيرًا» لأهل الكفر،
والمعاصي بالنار.
ولمَّا صلَّى على النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلَّى على آله وصحبه، «آلِهِ وَصَحْبِهِ» والآل: المراد بهم المؤمنون من قرابته صلى الله عليه وسلم وجميع أتباعه، «وَصَحْبِهِ» وصحبه جمع صحابي: وهو من لقي النَّبِي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على ذلك.
([1]) أخرجه: البخاري (335).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد