وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَطَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِي
صلى الله عليه وسلم عَنْ الْمَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ: «إنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ
الْمُخَاطِ وَالْبُصَاقِ، وَإِنَّمَا يَكْفِيك أَنْ تَمْسَحَهُ بِخِرْقَةٍ أَوْ
بِإِذْخِرَةٍ» ([1]). رَوَاهُ
الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ: لَمْ يَرْفَعْهُ غَيْرُ إِسْحَاقَ الأزْرَقِ عَنْ
شَرِيكٍ.
قُلْت: وَهَذَا
لاَ يَضُرُّ؛ لأنَّ إِسْحَاقَ إمَامٌ مُخَرَّجٌ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ
فَيُقْبَل رَفْعُهُ وَزِيَادَتُهُ .
****
المُخَاط
الذي يخرج من الأنف طاهر والبُصاق الذي يخرج من الفم طاهر، والمني مثلهما لقول
النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «إنَّمَا
هُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُخَاطِ وَالْبُصَاقِ، وَإِنَّمَا يَكْفِيك أَنْ تَمْسَحَهُ
بِخِرْقَةٍ أَوْ بِإِذْخِرَةٍ»، وهذا من باب التنظيف لا من باب التطهير.
فدلت
الأحاديث في هذا الموضوع: على أن المني طاهر، وأنه إذا أصاب
الثوب أو البدن فإنه يحك كان يابسًا، أو يمسح إن كان رطبًا، أو يغسل بالماء من باب
التنظيف لا من باب النجاسة لقول عائشة رضي الله عنها: «كُنْت أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم
إذَا كَانَ يَابِسًا وَأَغْسِلُهُ إذَا كَانَ رَطْبًا» ([2]).
***
([1]) أخرجه: الدارقطني (447).
الصفحة 2 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد