وَعَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ
عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بنِ
عَفْرَاءَ قَالَ: أَتَيْتهُا فَأَخْرَجَتْ إليَّ إنَاءً، فَقالت: فِي هَذَا كُنْتُ
أُخْرِجُ الْوَضُوءَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَيَبْدَأُ فَيَغْسِلُ
يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا ثَلاثًا، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَيَغْسِلُ
وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ يُمَضْمِضُ وَيَسْتَنْشِقُ ثَلاثًا ثُمَّ يَغْسِلُ
يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِرَأْسِهِ مُقْبِلا وَمُدْبِرًا، ثُمَّ يَغْسِلُ
رِجْلَيْهِ. قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي حَدَّثَتْ
عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ بَدَأَ بِالْوَجْهِ قَبْلَ
الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ أَهْلُ بَدْرٍ مِنْهُمْ
عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ أَنَّهُ بَدَأَ بِالْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ قَبْلَ
الْوَجْهِ وَالنَّاسُ عَلَيْهِ ([1]). رَوَاهُ
الدَّارَقُطْنِيّ.
****
هذا حديث عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بنِ عَفْرَاءَ الصحابية الجليلة رضي الله عنها، ذكرت فيه: أنها كانت تُحضر الوضوء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرجت الإناء الذي كانت تحضر فيه الوضوء له، فدل هذا: على خدمة أهل الفضل وذلك بإحضار ماء الوضوء له. وفيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخَّرَ المضمضة والاستنشاق على غسل الوجه كالحديث السابق، ولكن الأحاديث التي هي أصح منهما والتي حدَّث بها البَدْرِيُّون أي: أصحاب بدر تدل على العكس وأنه صلى الله عليه وسلم بدأ بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه، وهذا لا شك أنه ثابت، وحديث الرُّبَيِّعِ وغيره يدل على جواز التأخير، فالأمر فيه سعة، ولكن الأفضل أن يبدأ بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه، وإلا فتأخيرهما مجزئ وإن كان خلاف الأفضل.
([1]) أخرجه: الدارقطني (320).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد