وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ الأَنْصَارِ سَأَلَتْ النَّبِي صلى
الله عليه وسلم عَنْ غُسْلِهَا مِنْ الْحَيْضِ، فَأَمَرَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ
ثُمَّ قَالَ: «خُذِي فِرْصَةً مِنْ مِسْكٍ فَتَطَهَّرِي بِهَا»، قَالَتْ: كَيْفَ
أَتَطَهَّرُ بِهَا، قَالَ: «سُبْحَانَ الله تَطَهَّرِي بِهَا»، فَاجْتَذَبْتُهَا
إلى فَقُلْتُ: تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلا
التِّرْمِذِيَّ، غَيْرَ أَنَّ ابْنَ مَاجَهْ وَأَبَا دَاوُد قَالا: فِرْصَةً
مُمَسَّكَةً ([1]).
****
«فِرْصَةً»
أي: قطعة من الصوف مُطيَّبة بالمِسْك، وفي بعض التفاسير: مَسْك بفتح الميم،
والمِسْك أجود أنواع الطِّيب، والرَّسُول صلى الله عليه وسلم أمرها أن تُطَيِّب
مخرج الحيض، أو الموضع الذي أصابه دم الحيض؛ لأن دم الحيض له رائحة كريهة فتزيلها
برائحة المسك.
«فَتَطَهَّرِي بِهَا»
أي: امسحي المكان الذي أصابه دم الحيض من الفرج وما حوله.
«قَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ
بِهَا، قَالَ: «سُبْحَانَ الله تَطَهَّرِي بِهَا»» كأن هذه
المرأة لم تفهم مُراد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فجذبتها عائشة رضي الله عنها
وقالت: تتبعي مواضع الحيض فامسحيها بها، فبيَّنت لها رضي الله عنها كيف تتطهر
بالفِرصة، وهذا فيه: دليل على أن المرأة أَوْلى بتعليم المرأة من الرجال.
***
([1]) أخرجه: أحمد (42/72)، والبخاري (314)، ومسلم (332)، وأبو داود (314)، والنسائي (251)، وابن ماجه (642).
الصفحة 2 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد