وَعَنْ
عَائِشَةَ عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا أُقِيمَتْ الصَّلاة
وَحَضَرَ الْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ» ([1]).
وَعَنْ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا وُضِعَ عَشَاءُ
أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتْ الصَّلاة فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ وَلا تَعْجَلْ حَتَّى
تَفْرُغَ مِنْهُ» ([2]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِنَّ،
وَلِلْبُخَارِيِّ وَأَبِي دَاوُد « وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ،
وَتُقَامُ الصَّلاة فَلا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ، وَإِنَّهُ يَسْمَعُ
قِرَاءَةَ الإِمَامِ».
****
يُبدأ بالعشاء حتى ولو كان واحدًا وأقيمت
الصَّلاة؛ لأجل حصول الطمأنينة في الصَّلاة، وهذا يدل: على أن الطمأنينة في
الصَّلاة مطلوبة، ولا يدخل الإنسان في الصَّلاة وهو مُشوش الفكر.
دل
هذا: على أنه لا ينتظر مجيء العَشاء، وإنما إذا صادف أنه حضر، أو قُدِّم فإنه يبدأ
به قبل الصَّلاة.
قوله:
«وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ
الطَّعَامُ، وَتُقَامُ الصَّلاة فَلا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ، وَإِنَّهُ
يَسْمَعُ قِرَاءَةَ الإِمَامِ» ابن عمر فعل هذا عملاً بهذه السُّنة، وابن عمر
رضي الله عنهما مشهور بالحرص على اتباع السُّنة، فكان إذا حضر العشاء بدأ به حتى
ولو أقيمت الصَّلاة، ولو كان الإمام يقرأ، فكان يأخذ حاجته من العشاء ثم يدخل في
الصَّلاة.
***
([1]) أخرجه: أحمد (40/146)، والبخاري (5465)، ومسلم (558).
الصفحة 2 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد