×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

قَوْله: «المُتمَسِّك بِحَبلِهِ المَتِين» الرَّسُول صلى الله عليه وسلم من صفاته أنه مُتمَسِّكٌ بحبلِ الله، يَعْنِي: بِالقُرْآنِ والإسلام؛ كما قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103]، و«المتين» يَعْنِي: القَوِيَّ، وَلَيْسَ هُنَاك أَقْوَى من القُرْآن، وَلَيْسَ هُنَاك أَقْوَى من دِينِ الإِسْلاَم.

قَوْله: «وَعَلَى آله» الآل: أَصْله أَهْلٌ، بالهاء، ثُمَّ سُهِّلَت الهَمْزَةُ فَصَارَتْ: آل، يَعْنِي: أهْل، وآل النَّبِيِّ: هُم قَرابَتُه فِي النَّسَبِ، وأَتبَاعُه عَلَى دِينِهِ، فالآل يُطلَق وَيُرَاد به القرابة، ويُطلَق وَيُرَاد به الأَتْبَاع، فكل مَنْ آمَنَ به فَهُوَ مِن آلِهِ، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ [غافر: 46]، أي أَتْبَاعه، فالآل يَشمَل القرابة، ويَشمَل أَتْبَاعَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، صَلَّى عَلَيْهِمْ مَعَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.

وَقَوْله: «وصَحبِهِ أَجْمَعِينَ» الصَّحب: جَمْعُ صَحَابِيٍّ، وَالصَّحَابِيُّ: هُوَ مَن لَقِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُؤمِنًا به وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ، فالذي آمَنَ بِالرَّسُولِ وَلَمْ يَلْقَهُ هَذَا لا يُسَمَّى صحابيًّا، وإن كَانَ فِي عَهْدِهِ صلى الله عليه وسلم ؛ بل يُسَمَّى تَابِعِيًّا، وَالَّذِي لَقِيَهُ وَلَمْ يُؤمِن به لا يُسَمَّى صحابيًّا، فَالكُفَّار والمشركون لَقُوهُ ولا يُعتَبَرُون صَحَابَةً، «وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ»: يَخرُجُ بِذَلِكَ مَن لَقِيَ النَّبِيَّ وآمَنَ به ثُمَّ ارتَدَّ وَمَاتَ عَلَى الرِّدَّةِ، فَهَذَا بَطَلَت صُحبَتُه؛ كما بَطَلَت جَمِيعُ أعماله، نَسأَل اللهَ العَافِيَةَ، وَنَحْنُ قُلْنَا: إنَّ مِن الآلِ أَتْبَاعُ الرَّسُول، فلماذا قَوْلُهُ: «آله وَأَصْحَابه» مع أن الأَصْحَاب من أَتْبَاعِ الرَّسُولِ؟ قَالُوا: لأَِجْلِ الرَّدِّ عَلَى الشِّيعَة الَّذِينَ يَبغَضُون الصَّحَابَة ولا يُصَلُّون عَلَيْهِمْ، ولا يَتَرَضَّوْنَ عَنْهُم، ويَقتَصِرون عَلَى الآلِ،


الشرح