×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

 الله عَلَى يَد رَسُوله، وَهِيَ مِن صُنعِ الله وَلَيْسَ مِن صُنعِ النَّبِيِّ ولا غَيره، بل هِيَ من الله عز وجل، هَذِهِ هِيَ المعجزة، ومعجزاته صلى الله عليه وسلم كَثِيرَة وَلَكِن أَعظَمَها وأَبلَغَها وأبقاها القُرْآن الكَرِيم، فَهُوَ المعجزة الكُبرى البَاقِيَة الخالدة الَّتِي تَحَدَّى اللهُ بها الجِنَّ والإنسَ أن يأتوا بمثله أو بِسُورَة أو بعشر سُوَرٍ مِنْهُ، وَمَا استطاعوا، مَعَ عداوتهم الشَّدِيدَة لِرَسُول الله صلى الله عليه وسلم، والآن الكُفَّار -كما تَعلَمُون- أَبغَضُ شَيْءٍ عِنْدَهُم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم والمُسْلِمُونَ، وَمَعَ هَذَا ما قَدَرُوا أن يأتوا بِسُورَةٍ مِثْل القُرْآن، قَالَ صلى الله عليه وسلم: ﴿فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ [البقرة: 24] هَذَا إِخْبَارٌ عَن المستقبَل، فالإعجاز بِالقُرْآنِ قَائِمٌ إِلَى أن تَقُومَ السَّاعَة، ما أَحَدٌ يستطيع أن يأتي بمثل القُرْآن ولو سُورَة وَاحِدَة ما استطاعوا ولن يستطيعوا، قَالَ الله سبحانه وتعالى: ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا [الإسراء: 88]. وهذه الآيَة نَزَلَت عَلَى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَكَّة فِي حَال شدة عَدَاوَة المشركين لَهُ ومضايَقَتِهم لَهُ، نَزَلَت عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَة لِتَدمَغَهُم، وتُثبِت رسالة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فأَعظَمُ معجزاته صلى الله عليه وسلم القُرْآن الكَرِيم، المعجزة الخالدة البَاقِيَة الكبيرة وله معجزات كَثِيرَة؛ كَمَا أَنَّ لِلأَْنْبِيَاءِ معجزات، موسى عليه السلام لَهُ معجزات، وَهِيَ تِسْعُ آياتٍ بيِّناتٍ، وعيسى عليه السلام لَهُ معجزة إِحْيَاء الموتى بِإِذْنِ اللهِ، ويبرئ الأَكْمَهَ والأبرصَ، وهما مَرَضَان لَيْسَ لَهُمَا علاجٌ، والأكمه: الَّذِي لَيْسَ لَهُ عَيْنَانِ، والبرص: داء جِلديٌّ لا يستطيع الطِّبُّ عِلاجَهُ، فعيسى عليه السلام يبرئ الأَكْمَهَ والأبرصَ -بِإِذْنِ اللهِ- معجزة لَهُ.


الشرح