×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

آدَم هُم الشَّيَاطِين - وَالعِيَاذُ بِاللهِ -، وَالصَّلاَة من العَبْد: الدُّعَاء، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ [التوبة: 103]، أي: ادْعُ لَهُم، وَهَذَا مَعْنى الصَّلاَة فِي اللُّغَة، وَأَمَّا فِي الشَّرْع: فَهِيَ العِبَادَة المعروفة كالصلوات الخَمْس.

«وَالسَّلاَم» أي: الدُّعَاء بِالسَّلاَمَةِ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.

«نَبِيّنَا مُحَمَّد» هَذَا من أسمائه صلى الله عليه وسلم، وَمَعْنَاه كَثِير المحامد.

وَالنَّبِيُّ من حَيْثُ الشَّرْعُ: هُوَ مَن أُوحِيَ إِلَيْهِ بِشَرعٍ وَلَمْ يُؤمَر بِتَبلِيغِهِ، فَهُوَ يَسِيرُ عَلَى شَرِيعَةِ مَن قَبْلَهُ، وَقَد يُوحَى إِلَيْهِ فِي قضايا خَاصَّةٍ؛ مِثْل: أنبياء بني إسرائيل يسيرون عَلَى شَرِيعَة موسى عليه السلام، فَهُوَ لا يأتي بِشَرعٍ جديدٍ، خِلاَف الرَّسُول فإنه يُوحَى إِلَيْهِ بِشَرعٍ جديدٍ، ويُؤمَر بتبليغه، هَذَا الفرق ما بَين النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ.

«الأَمِين» من الأَمَانَة، وَهِيَ عَدَم الخِيَانَة، وَمَعْنَاه المؤتَمَن، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، أي: المأمون، فَهُوَ صلى الله عليه وسلم مأمونٌ عَلَى الوحي، وَعَلَى الشَّرْع، وَعَلَى كل شَيْء، وَكَانَ قبل البعثة معروفًا بَين أهل مَكَّة بِالأَمَانَةِ، ويُلَقِّبُونه بِالأَمِينِ قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، وَكَانوا يُودِعُون عِنْدَهُ الأَمَانَاتِ لِثِقَتِهِمْ بِهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ إِنَّ اللهَ عز وجل ائتَمَنَه عَلَى وَحيِهِ، مُبَلِّغًا عَن الله، فَهُوَ أمينٌ من قِبَلِ الله، وأمينٌ مِن قِبَلِ النَّاس صلى الله عليه وسلم، مُتَّصِفٌ بِالأَمَانَةِ الكاملة بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله، وبَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاس، بَلَّغَ الرِّسَالَة وَأَدَّى الأَمَانَة ونَصَحَ الأمَّةَ وجاهَدَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ صلى الله عليه وسلم، ما تَرَكَ شَيْئًا إلا بَيَّنَه لِلنَّاسِ، ما تَرَكَ شَيْئًا يَنفَعُهم إلا بَيَّنَه لَهُم، وَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَضُرُّهم إلا بَيَّنَه لَهُم وحَذَّرَهُم مِنْهُ،


الشرح