وكُرِهَ دُخُولُ خلاءٍ بما فيه ذِكْرُ
الله - تَعَالَى -، وَكَلاَمٌ فيه بلا حَاجَةٍ، ورَفْعُ ثَوْبٍ قبل دُنُوٍّ من
الأَرْضِ، وبولٌ فِي شقٍّ ونحوه، ومَسُّ فَرْجٍ بيمينٍ بلا حَاجَةٍ، واستقبال
النيرين
****
ما يُكْرَهُ عِنْدَ دُخُول الخَلاَء:
هَذَا فِي بَيَان
الأَشْيَاء الَّتِي تكره عِنْدَ دُخُول الخَلاَء وقضاء الحَاجَة: قَوْله: «وكُرِهَ
دُخُول خلاء بما فيه ذِكْرُ الله تَعَالَى» شَرِيعَتنَا وَمَا من شَيْء إلا
وبيَّنَت أحكامه حَتَّى آدَاب التَّخَلِّي والاستنجاء والاستجمار، وَمَا تَرَكَ
دِينُنَا شَيْئًا إلا بَيَّنَه، ومن ذَلِكَ أن من أَرَادَ أن يَدخُل محل قَضَاء
الحَاجَة فإنه لا يَدخُله بِشَيْءٍ فيه ذِكر الله؛ كالقرآن، وَأَسْمَاء الله
سبحانه وتعالى، وكل ما فيه ذِكر الله عز وجل فإنه لا يُدخَل به الخَلاَء؛ تعظيمًا
لِذِكر الله عز وجل.
وَإِذَا كان لا يمكن
إلا دُخُوله به؛ بأن كَانَ يَحتاج إِلَى دُخُوله به لِئَلاَّ يُسرَق أو يَضِيع،
فإنه يَدخُله ويُخفِي هَذَا الشَّيْءَ فِي جَيبِهِ أو فِي ثَوْبه، وَكَذَلِكَ
يُكرَه ذِكر الله فِي الخَلاَء، كَأَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، أو: بسم
الله، في دَاخِل الخَلاَء، أو: سُبْحَانَ اللهِ، أو: الحَمْد لله، فَلاَ يُذكَر
الله فِي دَاخِل الخَلاَء من بَاب أَوْلَى؛ تعظيمًا لله ولأسمائه وصفاته.
قَوْله: «وَكَلاَم فيه بلا حَاجَة» أي: يُكرَه كَلاَمه فِي الخَلاَء ولو بِغَيْر ذِكر الله، فَلاَ يَتكَلَّم بِشَيْءٍ ما دام فِي الخَلاَء، حَتَّى ولو سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فإنه لا يَرُدُّ عَلَيْهِ، وَقَد سَلَّمَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى حاجته فلم يَرُدَّ عَلَيْهِ ([1])، إلا فِي حالة الضَّرُورَة؛ كَأَنْ يرى أعمى يَخشَى عَلَيْهِ أن يَقَع
([1])أخرجه: مسلم رقم (370).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد