وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم
لَقِيَهُ وَهُوَ جُنُبٌ فَحَادَ عَنْهُ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: كُنْت
جُنُبًا، فَقَالَ: «إنَّ الْمُسْلِمَ لا يَنْجُسُ» ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلا الْبُخَارِيَّ وَالتِّرْمِذِيَّ. وَرَوَى الْجَمَاعَةُ كُلُّهُمْ
نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ([2]).
****
حذيفة
بن اليمان صحابي جليل رضي الله عنه، وأبو هريرة صحابي جليل رضي الله عنه ظنَّ كل
منهما أن الجُنُبَ نجسُ البدن، فلذلك لمّا أصابت كلاً منهما الجنابة اعتزل عن
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم خلاف العادة الجارية منهم أنه يلاقي الرَّسُول صلى
الله عليه وسلم ويسلِّم عليه ويسأله، فسأله الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لماذا
انخنس؟ قال: لأني كنت جنبًا، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ المُؤْمِنَ لاَ يَنْجُسُ»، فدل على طهارة بدن الآدمي حتى
الكافر بدنه طاهر، ولذلك نلبس من ثيابهم ومصنوعاتهم وأوانيهم؛ لأن أبدانهم طاهرة،
وإن كانوا كفارًا، وأمَّا قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ﴾
[التوبة: 28] فالمراد: نجاسة الشرك وهي نجاسة معنوية، والشاهد من الحديث:
أن المؤمن إذا أحدث حدثًا أصغر أو أكبر فإن بدنه طاهر، فإذا أراد أن يصلِّي، فإنه
يتطهر، أمَّا أنه يجلس مع الناس ويسلم على الناس ويختلط مع الناس، فلا مانع من
ذلك، وإن كان جنبًا، وهذا هو المراد من الحديث.
***
([1]) أخرجه: أحمد (38/417)، ومسلم (372)، وأبو داود (230)، والنسائي (267)، وابن ماجه (535).
الصفحة 3 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد