ولعل سبب ذلك أن جبريل عليه السلام واعد
النَّبِي صلى الله عليه وسلم بأن يأتيه في بيته، فتأخر جبريل عليه السلام ولم يأت
وشق ذلك على النَّبِي صلى الله عليه وسلم فلما بحثوا وجدوا جرو كلب تحت سريره صلى
الله عليه وسلم فأخرجوه فجاء جبريل عليه السلام، وقال: «لاَ نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ» ([1])،
فوجود الكلب في البيت يمنع دخول الملائكة فيه وكذلك وجود الصورة تمنع دخول
الملائكة، والمراد بالصورة المعظمة المعلقة، أو محفوظة في صناديق، أما الصورة
الممتهنة التي يجلس عليها وتداس ويوطأ عليها فهذه لا اعتبار لها.
ولا
يجوز اقتناء الكلاب، ولا استصحابها في السيارات، ولا جعلها في البيوت إلا في ثلاث
حالات: الكلب الذي يتخذ لحراسة المزرعة، أو الكلب الذي يتخذ للصيد، أو الكلب الذي
يتخذ لحراسة الماشية، فيجوز اقتناء الكلب لأحد هذه الأغراض، أما ما عدا ذلك فلا
يجوز اقتناء الكلاب، ولا مصاحبتهن ولا إدخالهن في البيوت، فإذا كان البيت فيه كلب
فهناك محذوران، المحذور الأول: أنه لا تدخل الملائكة بيتًا به كلب، والمحذور
الثاني: أنه ينقص أجره، كما في الحديث أنه من اقتنى كلب لغير هذه الأغراض
الثلاثة، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراط ([2]).
***
([1]) أخرجه: مسلم (2104).
الصفحة 6 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد