عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ
فَقَامَ إلَيْهِ النَّاسُ لِيَقَعُوا بِهِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
«دَعُوهُ وَأَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذُنُوبًا مِنْ
مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ
إلاَّ مُسْلِمًا. وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي
الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ
يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ
مَهْ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزْرِمُوهُ دَعُوهُ»
فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ ثُمَّ إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم دَعَاهُ،
ثُمَّ قَالَ: «إنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا
الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ، إنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ الله عز وجل وَالصَّلاَةِ
وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
فَأَمَرَ رَجُلاً مِنْ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ ([2]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ، لَكِنْ لَيْسَ لِلْبُخَارِيِّ فِيهِ «إنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ» إلَى
تَمَامِ الأمْرِ بِتَنْزِيهِهَا. وَقَوْلُهُ: «لاَ تَزْرِمُوهُ» أَيْ: لاَ
تَقْطَعُوا عَلَيْهِ بَوْلَهُ.
وَفِيهِ: دَلِيلٌ
عَلَى أَنَّ النَّجَاسَةَ عَلَى الأرْضِ إذَا اُسْتُهْلِكَتْ بِالْمَاءِ،
فَالأرْضُ وَالْمَاءُ طَاهِرَانِ، وَلاَ يَكُونُ ذَلِكَ أَمْرًا بِتَكْثِيرِ
النَّجَاسَةِ فِي الْمَسْجِدِ .
****
هذا الحديث برواياته حديث عظيم فيه حسن أخلاق النَّبِي صلى الله عليه وسلم ورفقه بالجاهل، وشفقته عليه وحسن تعليمه صلى الله عليه وسلم
([1]) أخرجه: أحمد (13/209)، والبخاري (220)، وأبو داود (380)، والترمذي (147)، والنسائي (56)، وابن ماجه (529).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد