وفيه: كيفية
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنها تكون بالرفق مع التعليم ومع الإرشاد هذا
بالنسبة للجاهل أما المتعمد فهذا له حل آخر لكن هذا للجاهل الذي لا يدري فقد دخل
هذا الأعرابي المسجد مسجد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه رضي الله
عنهم يحدثهم، والأعرابي واحد الأعراب وهم الذين يسكنون البوادي ليسوا من سكان
الحاضرة والغالب على البادية الجفاء، الجهل وهذا واحد منهم وأيضًا من عادة العرب
أنهم إنما يبعدون عند قضاء الحاجة للغائط ويتوارون عن الناس، أما البول فإنهم ما
كانوا يبعدون عن الناس كانوا يبولون قريبًا منهم فهذا الأعرابي جرى على العادة ولا
فرق عنده بين المسجد وغيره؛ لأنه جاهل فمشى على العادة وبال في المسجد، ولا شك أن
هذا منكر وأمر غريب؛ ولذلك والصحابة رضي الله عنهم وهموا به، فقال لهم النَّبِي
صلى الله عليه وسلم: «مَهْ مَهْ» أي:
اتركوه أو ارفقوا به وقال: «لاَ
تَزْرِمُوهُ» أي: لا تقطعوا عليه بوله واتركوه حتى يكمل بوله، ثم عمل عملين
عظيمين:
العمل
الأول: أنه استدعى الأعرابي وبيَّن له حرمة المساجد، وأنها لا
يجوز التبول فيها، وأنها لا تبنى لتقضى فيها الحاجة وإنما بنيت للعبادة ولذكر
الله، والصلاة وتلاوة القرآن.
العمل
الثاني: أنه أزال النجاسة فأمر بسجل أو دلو مملوء من الماء فصبه
على البول وطهر بذلك المسجد، فكونه صلى الله عليه وسلم تركه حتى أكمل بوله هذا
فيه مصلحتان:
المصلحة الأولى: من الناحية الصحية؛ لأنهم لو قطعوا عليه بوله لتضرر في بدنه لأن حبس البول يضر البدن لاسيما إذا بدأ بإنزاله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد