فالمساجد بنيت للعبادة، للصلاة، لذكر الله،
تلاوة القرآن، ولتعليم العلم، وكل ما يتصل بذلك، فتصان المساجد عن القاذورات وعن
النجاسات من باب أولى، وتصان عن رفع الأصوات فيها وعن الكلام الذي لا يليق بها،
وعن البيع والشراء، وعن إنشاد الضالة فيها، تصان عن هذه الأمور، وعن عبث الصبيان
والمجانين الذين لا يعرفون قدر المساجد وقد أمر الله أن ترفع حسًا ومعنًى ﴿فِي بُيُوتٍ
أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ﴾
[النور: 36] رفعها حسًا بالبناء المناسب، ومعنًى بذكر الله عز وجل، وإقامة الصَّلاة
وإيتاء الزكاة وغير ذلك من العبادات وأن تصان عما لا يليق بها هذا شأن المساجد في
الإسلام.
ولا
تبنى المساجد للمباهاة ولا للتحف والآثار كما يقولون وإنما تبنى لعبادة الله عز
وجل وذكره وإفراده بالعبادة، ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ
أَحَدٗا﴾ [الجن: 18] ولا تبنى على
القبور والمشاهد؛ بل تصان عن هذه الأمور، وأعظم ما تصان عنه الشرك بالله عز وجل
لأنها بيوت التوحيد، بيوت العبادة، بيوت العلم لا يليق أن تجعل مشاهد للشرك
والزيارة الشركية لا يليق بها أن تكون مأوى للصوفية وبدعهم وأذكارهم المبتدعة كل
هذا تصان عنه المساجد وتطهر منه المساجد.
ولذلك
أسفل النعل إذا وطأ على نجاسة فإنه ينجس لذلك، ولكن خفف في تطهيره بأن يدلك الأرض
الطاهرة فيكون ذلك كافيًا عن غسله؛ لأن النعل لو غسل يخرب في الغالب، ولذلك اكتفي
بدلكه حتى تذهب عين النجاسة، فهذا من التخفيف على الناس.
***
الصفحة 5 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد