المسألة الثالثة: وفيه بركة ريقه صلى الله
عليه وسلم وهذا شيء معلوم فالتبرك بما انفصل من جسم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم
من ريق أو عرق أو ماء الوضوء أو من شعر أو من ثوب ما انفصل من جسده صلى الله عليه
وسلم فإن الصحابة كانوا يتبركون به وهذا في حياته صلى الله عليه وسلم، أمَّا بعد
موته فلم يبق شيء من آثاره المنفصلة من جسمه، وأما التبرك بالمكان الذي صلَّى فيه
أو جلس فيه، فهذا لا أصل له، فقد صلَّى صلى الله عليه وسلم في أمكنة كثيرة ولم يكن
الصحابة يتتبعونها ويصلون فيها، ولم يكونوا يعتنون بمنازله ولا ببيته ولا بالمكان
الذي ولد فيه، فما كانوا يعتنون بأي شيء من بهذا، إنَّما هذا فعل الخرافيين وليس
هذا مما انفصل منه صلى الله عليه وسلم فلا يقاس هذا على هذا، ولا يقيسه إلا إنسان
إما جاهل، وإما مغالط، والفصل في هذا فعل الصحابة رضي الله عنهم، وهم أحرص الناس
على الخير، وأحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانوا يتتبعون الآثار
والأماكن التي جلس فيها أو ولد فيها أو سكن فيها أو الشجر الذي استظل تحته يعتنون
بهذه الأمور إنَّما يعتنون بالآثار التي هي الأحاديث والآثار عن السلف فالآثار
إنَّما هي الأحاديث، أمَّا الآثار التي تطلق على الخراب والديار فهذا لا أصل له،
ولا يتبرك به ولا يعتنى به.
المسألة
الرابعة: وفيه تواضعه صلى الله عليه وسلم وتبسطه مع الأطفال،
وأنه يحملهم وأنهم يبولون عليه.
***
الصفحة 5 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد