×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وعند خلقه مع هذا يؤتى بالأطفال ويحملهم صلى الله عليه وسلم حتى إنهم يبولون عليه صلى الله عليه وسلم ففيه كمال أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وفيه أنه يشترط في الغلام الذي ينضح بوله على الثوب أنه لا يأكل الطعام ويتغذى بالطعام، فإن كان يتغذى بالطعام فهو مثل الكبير يغسل غسلاً ولا يكفي نضحه، وفي الأحاديث التفريق بين الذكر والأنثى من الأطفال، فالأنثى بولها مثل الكبيرة بولها يغسل لا فرق بين كبيرة وصغيرة، وأمَّا الذكر؛ فإن كان كبيرًا يأكل الطعام؛ فإنه يغسل، وإن كان صغيرًا لا يأكل الطعام، فإنه ينضح في الماء، ولم يتبين حكمة في ذلك منصوصة عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم إلا أن بعضهم قال: لما كان الغالب على الغلام أنَّ الناس يفرحون به ويحملونه ويستصحبونه دون الأنثى ما كانوا يحتفلون بها ويحملونها ويذهبون بها لما كان الغالب العناية بالغلام والفرح به وحمله، خفف عن الأمة في مسألة بوله إذا أصاب الثوب لكثرة وقوع ذلك، وأما الجارية فما كانوا يعتنون بها ويفرحون بها مثل الغلام، هذا قيل: في الفرق بين الغلام والجارية.

وفي هذا الحديث مسائل:

المسألة الأولى: وهي التي ساق المصنف الحديث من أجلها أن بول الغلام يرش وينضح ولا يحتاج إلى غسل؛ لكن بشرط أن يكون يتغذى بالحليب فقط ولا يتغذى بالطعام.

المسألة الثانية: وأن بول الجارية يغسل مثل الكبيرة لا فرق بين كبيرة وصغيرة.


الشرح