وَلأحْمَدَ
وَابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ نَحْوُهُ ([1]).
****
والله
قادر على كل شيء، فإذا وقع في الشراب، فإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء، بأن يغمس
جناحه الذي فيه الدواء، فلذلك أمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم بغمس جنحه الآخر
حتى يضاد الدواء الداء فيسلم الشراب من المؤثر، فدل هذا على أنه إذا مات في الماء
ما هو مثل الذباب ليس فيه دم أنه لا ينجس فيقاس عليه كل الحشرات مثل العناكب
والخنافس، والجعلان وكل ما هو مثله، فإنه لا يؤثر فيه فلا يمنع التَّطهر به، ولا
يمنع شربه واستعماله هذا وجه الاستدلال من هذا الحديث.
وقوله:
«فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ» لا مفهوم
له، فلا يختص ذلك أن يكون الشراب لشخص معين.
وقوله:
«ثُمَّ لِيَطْرَحَهُ» أي: يخرجه من
الماء، ولا يتركه في الماء لأنه مستقذر.
وقوله:
«فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً
وَفِي الآْخَرِ دَاءً» بيان الحكمة التي أمر من أجلها النَّبِي صلى الله عليه
وسلم بغمسه كله.
وقوله: «وَلأحْمَدَ وَابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ نَحْوُهُ»
نحو حديث أبو هريرة رضي الله عنه في غمس الذباب وإلقائه.
فدل الحديث: على هذه المسألة العظيمة التي ترجم لها المُصَنِّف؛ لأنه معلوم أنه إذا غمس الذباب في الماء لاسيما إذا كان الماء حارًا،
([1])أخرجه: أحمد (18/186)، وابن ماجه (3504).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد