فمن المعلوم أنه يموت ومع هذا أمر النَّبِي صلى
الله عليه وسلم بطرحه واستعمال الماء هذا وجه الدلالة من الحديث، ويقاس عليه كل ما
يشبهه من الحشرات، وفي هذا تيسير على الناس؛ لأن الحشرات كثيرة وكثيرًا ما تقع في
الماء وتموت فيه، فلو أنَّها تؤثر فيه لكان فيه حرج على الناس والدين جاء ولله
الحمد لرفع الحرج، فدل هذا الحديث العظيم على مسائل:
المسألة
الأولى: ما ترجم له المُصَنِّف أنه لا ينجس الماء إذا مات فيه
ما ليس له دم.
المسألة
الثانية: فيه دليل على تحريم أكل الذباب، وما في حكمه؛ لأن
النَّبِي صلى الله عليه وسلم أمر بطرحه وإخراجه من الماء، فدل أنه محرم.
المسألة
الثالثة: في الحديث دليل على جواز قتل المؤذي؛ لأن الذباب يؤذي،
ومن أذاه أنه إذا وقع في الماء يتقي بجناحه الذي فيه الداء ويرفع جناحه الذي فيه
الدواء.
المسألة
الرابعة: في الحديث دليل على أن استعمال الأسباب النافعة من
الأدوية وغيرها ليتقى بها المرض، فهذا دليل على مقاومة الداء بالعلاج والأدوية
المباحة.
المسألة الخامسة: فيه دليل على عدم إهدار الماء ونحوه إذا وقع فيه الذباب، فإنه يعالج بالشيء الذي أرشد إليه النَّبِي صلى الله عليه وسلم ولا يهدر؛ بل يستعمل وهذا الحديث شجى في قلوب العقلانيين لاسيما المعاصرين،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد