×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

فبعضهم أشار «النَّاقُوسُ»، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى»، وبعضهم أشار بالْبُوقَ «فَكَرِهَهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ»، لأننا نهينا عن التشبه باليهود والنصارى وبعضهم قال: أوقدوا نارًا على مرتفع، قال: النار للمجوس بينما هم كذلك إذ رأى عبد الله بن زيد رضي الله عنه في النوم رجلاً جاءه ومعه ناقوس قال: أتبيع هذا الناقوس، قال: وما تصنع به، قال: نريد أن ننبه به للصَّلاة، قال: ألا أدلك على ما هو خير من ذلك، ثم ألقى عليه الأذان التكبيرات والتشهدات والمنادات للصَّلاة والفلاح إلى آخر الأذان ألقاه عليه ولما استيقظ جاء للنَّبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما رأى قال: إنها رؤيا حقِّ ألقها على بلال فهو أندى منك صوتًا فألقاها على بلال رضي الله عنه فنادى بها بلال هذا هو أصل الأذان في الإسلام الذي رواه عبد الله بن زيد رضي الله عنه، وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى مثل هذه الرؤيا؛ لكن سبقه عبد الله بن زيد رضي الله عنه ([1]).

وفيه: «أنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَلَقَ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ فَأَعْطَاهُ مِنْهُ، وَقَسَمَ مِنْهُ عَلَى رِجَالٍ» إلى آخر الحديث.

وهذا مثل الحديث السابق: أنه يُتَبرَّك بشعر صلى الله عليه وسلم وهو يدل على أن جسم المؤمن لا ينجس وكذلك ما انفصل منه من شعر أو ظفر فهو طاهر، ويزيد على ذلك ما كان من الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أنه يُتَبرَّك به.

***


الشرح

([1])  كما جاء في الحديث الذي أخرجه: أحمد (26/402)، وأبو داود (499)، والترمذي (189)، وابن ماجه (706)، والدارمي (1224).