×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ صَاحِبُ الأذَانِ: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَنْدَ الْمَنْحَرِ وَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ يَقْسِمُ أَضَاحِي فَلَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ وَلاَ صَاحِبَهُ فَحَلَقَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ فَأَعْطَاهُ مِنْهُ، وَقَسَمَ مِنْهُ عَلَى رِجَالٍ، وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ فَأَعْطَى صَاحِبَهُ، قَالَ: وَإِنَّهُ شَعْرُهُ عِنْدَنَا لَمَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتْمِ ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ .

****

قوله: «فَجَاءَتْ بِجُلْجُلٍ مِنْ فِضَّةٍ فِيهِ شَعْرٌ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَكَانَ إذَا أَصَابَ الإنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَيْءٌ، بَعَثَ إلَيْهَا بِإِنَاءٍ فَخَضْخَضَتْ لَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ»، هذا محل الشاهد: أن شعر الرَّسُول صلى الله عليه وسلم طاهر يُتَبرَّك به، ومثله شعر كل آدمي لاسيما المسلم فهو طاهر؛ لكن شعر الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يختص بأنه يُتَبرَّك به، وكانت أم سلمة رضي الله عنها تحتفظ بشعرات من الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ووضعتها في هذا الجلجل، وكانت تعطي من احتاج من المرضى ليستشفي به من المرض فيشفى بإذن الله شعرات الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، محل الشاهد هي دليل على طهارة بدن المسلم ولاسيما الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وطهارة ما انفصل من بدنه هذا مراد المصنف من إيراد هذه الأحاديث هنا أن جسم المؤمن وما انفصل منه، فإنه طاهر ولو كان هذا الإنسان ميتًا.

عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله عنه صاحب الأذان الذي رَأَى الأذان في الرؤيا؛ فإن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم أول ما قدموا المدينة تشاوروا ماذا يعملون للاجتماع لأداء الصلاة إذا دخل الوقت؛


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (26/395).