وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: أَرْسَلَنِي
أَهْلِي إلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَجَاءَتْ بِجُلْجُلٍ مِنْ
فِضَّةٍ فِيهِ شَعْرٌ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَكَانَ إذَا
أَصَابَ الإنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَيْءٌ، بَعَثَ إلَيْهَا بِإِنَاءٍ فَخَضْخَضَتْ
لَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ، فَاطَّلَعْت فِي الْجُلْجُلِ فَرَأَيْت شَعَرَاتٍ حُمْرًا ([1])، رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ.
****
رئيس
أهل الطائف وزعيمهم، أرسلوه ليتفاوض مع الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فلما جلس عند
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم رأى شيئًا أعجبه من تعظيم الصَّحابة رضي الله عنهم
للرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يبصق إلا يبتدرون بصاقه ويأخذونه ويتمسحون به
ويتمعكون به، ولا يتوضأ إلاَّ ويبتدرون ماء وضوئه فيُتَبرَّكون به، وكانوا يعظمونه
فعجب من ذلك عروة بن مسعود، فرجع إلى أصحابه، وقال: لقد زرت الملوك والزعماء ما
رأيت أحدًا يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمَّدٍ محمدًا، في النهاية أسلم عروة
بن مسعود رضي الله عنه وقتله أهل الطائف فمات شهيدًا رضي الله عنه.
فالشاهد:
في أنَّ الصَّحابة رضي الله عنهم كانوا يُتَبرَّكون بما ينفصل عن الرَّسُول صلى
الله عليه وسلم من البصاق وغيره ومن ماء الوضوء وغيره، فدل على أن بدن المسلم
طاهر، وأن ما ينفصل منه طاهر من عرق وماء الوضوء وهذا ما أراده المُصَنِّف.
أم سلمة رضي الله عنها، هي: أم المؤمنين زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم، والجلجل: هو الجرس، من فضة، أي: فيه فضة، أما الإناء من الفضة الخالص لا يجوز، أما المموه من الفضة فيرخص فيه.
([1])أخرجه: البخاري (5896).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد