×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَفِي حَدِيثِ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ رِوَايَةِ مِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ قَامَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَأَى مَا يَصْنَعُ بِهِ أَصْحَابُهُ، وَلاَ يَبْصُقُ بُصَاقًا إلاَّ ابْتَدَرُوهُ، وَلاَ يَسْقُطُ مِنْ شَعْرِهِ شَيْءٌ إلاَّ أَخَذُوهُ ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ.

****

 ومن قال: إن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم زارها وحدها وخلا بها لا يقول هذا إلا مغالط؛ لأن البيت فيه عائلة. وتبسط له نِطْعًا، أي: فراشًا فينام عليه من إكرامه صلى الله عليه وسلم فيعرق فتأخذ أم سليم عرقه وتتبرك به، وتجعله مع مواد أخرى تحتفظ بها، فهذا دليل على ما سبق أنه يُتَبرَّك بما انفصل من جسمه الشريف صلى الله عليه وسلم، وهذا خاص به دون غيره وكانوا يحتفظون بهذا الأثر، فلما حضرت أنس بن مالك ابن أم سليم خادم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة، وقد أطال الله عمره حتى تجاوز المائة رضي الله عنه فلما حضرته الوفاة أمر أن يجعل من هذا المحتفظ به من عرقه صلى الله عليه وسلم وشعره في حنوطه، والحنوط: هو الطيب الذي يطيب به الميت قبل تكفينه.

قوله: «فَيَقِيلُ» أي: ينام في القيلولة ومعلوم أنه مع حرارة الجو في القيلولة يعرق عليه الصلاة والسلام، وهذا دليل: على أن بدن الآدمي طاهر ولاسيما الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.

حديث صلح الحديبية حصل لما صد المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دخول مكة هو وأصحابه، وصارت مشادة بين المسلمين وبين المشركين كادت تفضي إلى القتال، ثم إن المشركين صاروا يرسلون مراسيل إلى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ليتفاوضوا معه ومن جملة المراسيل عروة بن مسعود الثقفي،


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (31/212).