×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَفِي لَفْظٍ لأحْمَدَ: إنَّ دَاجِنًا لِمَيْمُونَةَ مَاتَتْ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا أَلاَ دَبَغْتُمُوهُ فَإِنَّهُ ذَكَاتُهُ» ([1]).

وَهَذَا تَنْبِيهٌ: عَلَى أَنَّ الدِّبَاغَ إنَّمَا يَعْمَلُ فِيمَا تَعْمَلُ فِيهِ الذَّكَاة.

وَفِي رِوَايَةٍ لأحْمَدَ وَالدَّارَقُطْنِيّ: «يُطَهِّرُهَا الْمَاءُ وَالْقَرَظُ» ([2]). رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ مَعَ غَيْرِهِ، وَقَالَ: هَذِهِ أَسَانِيدُ صِحَاحٌ .

****

«مُولاَةٍ لِمَيْمُونَةَ» أي: معتقة لميمونة رضي الله عنها.

وقوله: «دَبَغْتُمُوهُ» دل على أن جلد ما يؤكل لحمه إذا مات أنه يطهره الدِّباغ.

«إنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا» أي: أكل لحمها والجلد لا يؤكل، واستعماله إذا دبغ ليس أكلاً فيباح استعماله

قول المُصَنِّف: «وَلَيْسَ فِيهِ لِلْبُخَارِيِّ وَالنَّسَائِيُّ ذِكْرُ الدِّبَاغِ بِحَالٍ» أي: أن الذي في البخاري، والنسائي: « هَلاَ انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا » ولم يقيده بالدباغة؛ لكن معلوم أن العام يحمل على الخاص.

قوله: «إنَّ دَاجِنًا لِمَيْمُونَةَ» والدَّاجن: هو الشاة التي تربى في البيت.

قوله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا أَلاَ دَبَغْتُمُوهُ فَإِنَّهُ ذَكَاتُهُ» وهذا يدل على أن الدباغة تقوم مقام الذَّكَاة في الجلد فتبيح استعماله إذا دبغ، والذَّكَاة: معناها الطهارة.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (3/456).

([2])  أخرجه: أحمد (44/414)، والدارقطني (108).