أي: جواز استقبال الكعبة أو استدبارها حال قضاء
الحاجة داخل البنيان وأن النهي خاص في القضاء؛ لأنه ورد حديث أن الرَّسُول صلى
الله عليه وسلم قضى حاجته مستدبر الكعبة مستقبل الشام وذلك لما كان في البنيان
فيؤخذ من هذا أنه إذا كان داخل البنيان فلا مانع أن يكون التوجه حال قضاء الحاجة
إلى القبلة أو استدبار القبلة؛ إنما الأحاديث السابقة في الفضاء خارج البنيان
جمعًا بين الأحاديث، وهذا قول من الأقوال، وهناك قول آخر أنه لا يجوز استقبال
القبلة ولا استدبارها حتى في البنيان ومن هؤلاء أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه
راوي هذا الحديث فعمم النهي في الفضاء وفي داخل البنيان، والأولون خصصوا الأحاديث
الناهية عن ذلك بما كان خارج البنيان جمعًا بين الأحاديث، وهناك من قال إن
الاستقبال أو الاستدبار منسوخ فيجوز الاستقبال والاستدبار مطلقًا في الفضاء وفي
داخل البنيان، والراجح والله أعلم أن النهي خاص فيما كان خارج البنيان.
***
الصفحة 5 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد