وَلَعَلَّهُ لَمْ يَجْلِسْ لِمَانِعٍ كَانَ بِهَا أَوْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ،
وَقَدْ رَوَى الْخَطَّابِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه
وسلم بَالَ قَائِمًا مِنْ جُرْحٍ كَانَ بِمَأْبِضِهِ ([1])، وَيُحْمَلُ
قَوْلُ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَلَى غَيْرِ حَالِ الْعُذْرِ، وَالْمَأْبِضُ مَا
تَحْتَ الرُّكْبَةِ مِنْ كُلِّ حَيَوَانٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ الشَّافِعِيِّ
أَنَّهُ قَالَ: كَانَتْ الْعَرَبُ تَسْتَشْفِي لِوَجَعِ الصُّلْبِ بِالْبَوْلِ
قَائِمًا فَيُرَى أَنَّهُ لَعَلَّهُ كَانَ بِهِ إذْ ذَاكَ وَجَعُ الصُّلْبِ.
****
ورُوي عن الشافعي رحمه الله أنه قال: كانت العرب
تستشفي لوجع الصلب بالبول قائمًا فيُرى أنه لعله كان به إذ ذاك وجع الصلب.
أي:
كان يبول قائمًا لوجع صلبه صلى الله عليه وسلم فالحاصل: أنه فعله لحاجة إما
لوجع في مَأْبِضِهِ، أو لوجع في صلبه، أو لأن المكان وهو: «السُّبَاطَة» ملوث فبال قائمًا ليسلم من التلويث، فهو بال قائمًا
لحاجة فيجوز البول قائمًا إذا احتاج الإنسان إلى هذا.
***
([1])أخرجه: الخطابي في معالم السنن (1/20).
الصفحة 4 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد