×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وقد يكون الميِّت في نعيم وروضة من رياض الجنة وأنت لا تشعر بذلك لو كشفت عنه؛ لأن الله ستر هذا عنا في الدنيا، أما الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فإن الله يُطْلعه على ما يشاء من علم الغيب قال تعالى: ﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا ٢٧ [الجن: 26- 27]؛ فهذا مما أطْلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم عليه، وعذاب القبر ثابت بالسنة المتواترة وبأدلة من القرآن كما في قوله تعالى: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَدۡنَىٰ دُونَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَكۡبَرِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ [السجدة: 21]، قال أهل العلم: العذاب الأدنى هو العذاب في القبر والله أعلم.

وقوله عن آل فرعون: ﴿ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ [غافر: 46]، ﴿ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ هذا قبل البعث، في البرزخ، ويوم القيامة يقال للملائكة: ﴿أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ فالحاصل: أنه لا يُنكر عذاب القبر إلا أهل الضلال الذين يعتمدون على عقولهم.

وفي الحديث عدة مسائل:

المسألة الأولى: فيه علامة من علامات النبوة وهو أن الله أطْلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك.

المسألة الثانية: وهي التي ساق المؤلف الحديث من أجلها وهي وجوب التنزه من البول وذلك بالاستنجاء أو بالاستجمار ففي قوله: «تَنَزَّهُوا مِنْ الْبَوْلِ، فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْهُ» دليلٌ على عذاب القبر، ودليل على أن من أسباب عذاب القبر عدم التنزه من البول،


الشرح