×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لا فَلا حَرَجَ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ.

وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ الْقَطْعَ عَلَى وِتْرٍ سُنَّةٌ فِيمَا إذَا زَادَ عَلَى ثَلاثً جَمْعًا بَيْنَ النُّصُوصِ .

****

 «مَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ» والإيتار معناه: القطع على وتر، ضد الشفع. والوتر يبدأ من واحد إلى ثلاثة، إلى خمسة، إلى سبعة، إلى آخره. والشفع يكون للاثنين إلى أربعة، إلى ستة، إلى آخره، وأمر الرَّسُول صلى الله عليه وسلم في الاستجمار بأن يقطع على وتر، فلا يقتصر على أربع بل يزيد واحدة حتى تصير خمسا لتقطع على وتر والمصنف رحمه الله لاحظ أن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أمر بالاستجمار بثلاثة أحجار وهذا وتر، فكيف يقول من استجمر فليوتر مع أن الثلاثة وتر؟ فحمله المُصَنِّف على أن المراد: إذا زاد على ثلاثة فليوتر ولا يقطعه على شفع؛ كما في الحديث: «إِنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ» ([2]).

***


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (14/432)، وأبو داود (35)، وابن ماجه (337).

([2])  أخرجه: مسلم (2677).