وَعَنْ مُعَاذَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: مُرْنَ
أَزْوَاجَكُنَّ أَنْ يَغْسِلُوا عَنْهُمْ أَثَرَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ فَإِنَّا
نَسْتَحِي مِنْهُمْ، وَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُهُ ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي
أَهْلِ قُبَاءَ: ﴿فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن
يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108]
قَالَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةُ» ([2]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.
****
عن معاذةَ رضي الله عنها عن عائشة رضي الله عنها
«أَنَّهَا قَالَتْ - أي: عائشة رضي الله
عنها -، مُرْنَ أَزْوَاجَكُنَّ أَنْ يَغْسِلُوا عَنْهُمْ أَثَرَ الْغَائِطِ
وَالْبَوْلِ فَإِنَّا نَسْتَحِي مِنْهُمْ»، أي: أن نذكر لهم ذلك لكن زوجة
الإنسان تتجرأ عليه.
«كَانَ يَفْعَلُهُ»
أي: يستنجي بالماء فدل على إجزاء الاقتصار على الماء، بل إن الماء أبلغ من
الاستجمار.
وهذا
فيه بيان سبب نزول قوله تعالى: ﴿لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ﴾ [لتوبة: 108] هو مسجد قباء ﴿مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ﴾ عندما قدم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ﴿أَحَقُّ أَن
تَقُومَ﴾ ولا تَقُم في مسجد الضِّرار
الذي طلبوا منك أن تصلى فيه؛ بل قُمْ في مسجد قباء لثلاث مَزَايا:
الأولى:
لأنه أول مسجد أُسِّسَ على التقوى.
والثانية: لأن ﴿فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ﴾ وهم أهل قباء رضي الله عنهم.
([1]) أخرجه: أحمد (41/326)، والترمذي (19)، والنسائي (46).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد