وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه
وسلم: «مِنْ خَيْرِ خِصَالِ الصَّائِمِ السِّوَاكُ» ([1]). رَوَاهُ ابْنُ
مَاجَهْ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَسْتَاكُ أَوَّلَ
النَّهَارِ وَآخِرَهُ ([2]).
وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ
أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» ([3]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
****
فإن الرائحة التي في فم الصائم ليست من أسنانه،
وإنما من الأبخرة التي تتصاعد من معدته نظرًا لفراغها من الطعام، وهذا لا يزيله
السِّواك، فالصحيح أنه يُستحب السواك للصائم كالمُفْطِرِ سواء.
وهذا
الحديث: نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستاك وهو
صائم، فهذا دليل على استحباب السواك للصائم كالمُفْطِرِ، لا فرق بينهما في ذلك.
هذا
فيه: رد على من يقول يستاك في أول النهار ولا يستاك في آخره،
وهو كما سبق يدل على مشروعية السواك للصائم، ولا يخل هذا برائحة الصيام التي يحبها
الله سبحانه وتعالى.
صار خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ لأنه أثَر من طاعة الله، وإن كان مُسْتَكْرَهًا عند الناس إلا أنه محبوب لله عز وجل؛ لأنه ناشئٌ عن طاعته، كما أن الشهيد يأتي يوم القيامة
([1]) أخرجه: ابن ماجه (1677).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد