وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
«جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللِّحَى، خَالِفُوا الْمَجُوسَ» ([1]) رَوَاهُ أَحْمَدُ
وَمُسْلِمٌ.
****
المُرادُ
بِالجَزِّ: قَصُّهَا بِالمقصّ، ولم يَرِدْ حَلْقُهَا، وإنما وَرَدَ: «جُزُّوا الشَّوَارِبَ»، و«أَحْفُوا الشَّوَارِبَ» ([2])،
و«قُصُّوا الشَّوَارِبَ» ([3]).
المُهِمّ أنها لا تُتْرك تتمدد وتطول فليتعاهده المسلم، وأما اللِّحية فلا
يُتَعَرَّض لها، بل تُترك على حالها لقوله: «وَأَرْخُوا اللِّحَى» ولا مانع من أن تنظَّف، وأن يُزال شَعتها؛ لأن
هذا من الجمال، لكن لا يُؤخَذ منها شيء؛ لأن هذا خِلافُ الإرخاء والإعفاء الذي هو
الترك والتوفير.
وقد
وردت ألفاظ في الصِحَاح: «أَعْفُوا اللِّحَى» ([4])،
«وَفِّرُوا اللِّحَى» ([5])،
«أرسلوا اللّحى»، «أَرْخُوا اللِّحَى» ([6])،
«أرجوا اللّحى» كلها ألفاظ في الصِحاح
تَدُلُّ على العناية باللِّحيةِ، وعدم التعرض لها؛ لأنها من سنن الأنبياء، وقد قال
هارون عليه السلام لأخيه موسى: ﴿قَالَ يَبۡنَؤُمَّ لَا تَأۡخُذۡ بِلِحۡيَتِي وَلَا
بِرَأۡسِيٓۖ﴾ [طه: 94] دَلَّ هذا على أنه
عليه السلام ذو لِحية، فالأنبياء هكذا كانت لِحاهم مُوَفَّرَة.
وفي هذا الحديث زيادة على الذي قبله، وهي: «خَالِفُوا الْمَجُوسَ» وهذا بيانٌ للعلَّةِ التي من أجْلِهَا تُجَزُّ الشَّوارب،
([1]) أخرجه: أحمد (14/390)، ومسلم (260).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد