عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: جِيءَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ
الْفَتْحِ إلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ
فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبُوا بِهِ إلَى بَعْضِ نِسَائِهِ
فَلْتُغَيِّرْهُ بِشَيْءٍ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ» ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلا الْبُخَارِيَّ وَالتِّرْمِذِيَّ.
وَعَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ خِضَابِ رَسُولِ الله صلى
الله عليه وسلم فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ شَابَ
إلا يَسِيرًا وَلَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَعْدَهُ خَضَّبَا بِالْحِنَّاءِ
وَالْكَتَمِ ([2]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ، وَزَادَ أَحْمَدُ قَالَ: وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِي قُحَافَةَ إلَى
رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَحْمِلُهُ ثُمَّ وَضَعَهُ
بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله
عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ: «لَوْ أَقْرَرْت الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ لأَتَيْنَاهُ» تَكْرِمَةً
لأَبِي بَكْرٍ فَأَسْلَمَ وَلِحْيَتُهُ وَرَأْسُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا،
فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «غَيِّرُوهُمَا وَجَنِّبُوهُ
السَّوَادَ» ([3]).
****
«جِيءَ
بِأَبِي قُحَافَةَ» سيأتي في رواية أن الذي جاء به هو ابنه أبو بكر رضي الله
عنه يحمله لكبر سنه، ولما جاء به إلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم كانت رأسه
كالثغامة، والثغامة: نوع من النبات، ثمره أبيض ناصع، «فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبُوا بِهِ إلَى بَعْضِ
نِسَائِهِ فَلْتُغَيِّرْهُ بِشَيْءٍ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ»» فهذا دليلٌ:
على استحباب تغيير الشيب وتحريم تغييره بالسواد.
هذا الحديث يدل: على أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لم يشب
([1]) أخرجه: أحمد (22/294)، ومسلم (2102)، وأبو داود (4204)، والنسائي (5076)، وابن ماجه (3624).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد