×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَأَخْرَجَتْ إلَيْنَا مِنْ شَعْرِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالْبُخَارِيُّ وَلَمْ يَذْكُرْ بِالْحِنَّاءِ وَبِالْكَتَمِ.

وَعَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: كَانَ يَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ وَيُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ، ذَلِكَ ([2]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ .

****

 أي: لم يظهر فيه الشيب خالصًا، وإنما ظهر فيه صلى الله عليه وسلم بعض الشيب، ولما سُئِلَ أنس هل الرسول صلى الله عليه وسلم كان يغير الشيب؟ فقال: إنه لم يشب إلا قليلاً، ولكن الخليفتين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد خَضَّبَا بغير السواد، وهذا يكون من سُنَّة الخلفاء الراشدين، ورواية أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم شاب بعض الشيء وغير شيبه وقوله صلى الله عليه وسلم: «غَيِّرُوا هَذَا الشَّيْبَ» ([3]) أي: غيروه عن لون البياض بأي لون من الألوان ولم يحدد لونًا إلا أنه نَهَى عن السواد، فيغير الشيب بالحناءِ، والكَتَمِ أو غيرهما إلا السواد.

دخلوا على أم سلمة رضي الله عنها بعد وفاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فأخرجت لهم شعرات أي: من شعرات النَّبِي صلى الله عليه وسلم كانت تحفظها وهي مُغَيَّرة اللون، فهذا دليلٌ: على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصبغ بغير السواد، بالحِنَّاءِ والكَتَمِ

 نافع هو مولى ابن عمر، و«النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ» هي: جلود البقر، أو المراد بالسِّبْتِيَّةَ: الجلد المدبوغ أيًا كان،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (44/161)، والبخاري (5897)، وابن ماجه (3623).

([2])  أخرجه: أبو داود (4210)، والنسائي (5244).

([3])أخرجه: مسلم (2102).