وَعَنْ أَبِي ذَرِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ
أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ هَذَا الشَّيْبَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ» ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ .
وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى لا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ» ([2]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ.
****
ومَحَلّ الشاهد: أنه كان صلى الله عليه
وسلم يُصَفِّرُ لحيته، أي: يُغَيِّرُ الشيب بِالصُّفْرَةِ، والْوَرْس: نوع
من النبات طَيِّبُ الرائحة، والزعفران أيضا معروف، طيب الرائحة، ولونهما أصفر.
وكان
ابن عمر رضي الله عنهما يفعل ذلك يغير شَيْبه بالْوَرْسِ والزعفران اقتداءً
بالنَّبِي صلى الله عليه وسلم.
أحسن
ما يغير به الشيب هاتان المادتان: «الْحِنَّاءُ
وَالْكَتَمُ»، الحناء: أحمر خالص، والكتم: أسود يضرب إلى
الحمرة، فهو أسود غير خالص، هذا أحسن الألوان التي يغير بها الشيب، والألوان
الأخرى أيضا جائزة وهي: الصفرة وغيرها من الألوان ما عدا الأسود.
هذا يُبَيِّنُ العلة في تغيير الشيب، وأن المقصود بذلك مخالفة اليهود والنصارى؛ لأنهم كانوا لا يصبغون، ونحن مأمورون بمخالفتهم حتى فيما ليس من فعلهم وهو الشيب؛ لأن الشيب ليس من فعلهم، وإنما شيء خلقه الله فيهم ومع هذا شرع لنا الرسول صلى الله عليه وسلم مخالفتهم بأن نصبغ شيبنا ولا نتركه أبيض.
([1]) أخرجه: أحمد (35/236)، وأبو داود (4205)، والترمذي (1753)، والنسائي (5078)، وابن ماجه (3622).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد