×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى وُجُوبِ النِّيَّةِ لَهُ

****

  الوُضوء بضم الواو: مصدر توضأ وضوءًا، فهو اسم للمصدر، والوضوء من شروط صحة الصلاة، ولذلك ذكروه في أول كتاب الطهارة؛ لأن الطهارة على قسمين: طهارة من النجاسة، وطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، ولا تصح الصلاة بدون وضوء وَغَسْلٍ بالماء إذا تمكن من ذلك، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ [المائدة: 6]، وقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» ([1])وعن أبي هريرة عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ» ([2]) سُمِّيَ الوضوء وضوءًا من الوضاءة وهي: الحُسْن؛ لأن له آثارًا على المؤمن كما في الحديث: «إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ» ([3]) فيكون هذا الوضوء نورًا في أعضائهم يوم القيامة يُعرفون به بين الأمم، وهو عبادة عظيمة، وطاعة لله سبحانه وتعالى وفيه فضل عظيم فهو مفتاح الصلاة، وقال صلى الله عليه وسلم: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمَانِ» ([4]) أي: نصف الإيمان، فيجب على المسلم أن يُتقن وضوءه على الصفة المشروعة كما جاءت في الأحاديث الصحيحة، والوضوء له فروض وله شروط، وله واجبات.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري (6954)، ومسلم (225).

([2])  أخرجه: أحمد (15/243)، وأبو داود (101)، وابن ماجه (398).

([3])  أخرجه: البخاري (136)، ومسلم (246).

([4])  أخرجه: مسلم (223).