وَعَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَلا
أَتَوَضَّأُ لَكَ وُضُوءَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟ قُلْت: بَلَى فِدَاكَ
أَبِي وَأُمِّي قَالَ: فَوَضَعَ إنَاءً فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَضْمَضَ
وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدَيْهِ فَصَكَّ بِهِمَا وَجْهَهُ
وَأَلْقَمَ إبْهَامَيْهِ مَا أَقْبَلَ مِنْ أُذُنَيْهِ قَالَ: ثُمَّ عَادَ فِي
مِثْلِ ذَلِكَ ثَلاثًا ثُمَّ أَخَذَ كَفًّا بِيَدِهِ الْيُمْنَى فَأَفْرَغَهَا
عَلَى نَاصِيَتِهِ ثُمَّ أَرْسَلَهَا تَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ
الْيُمْنَى إلَى الْمِرْفَقِ ثَلاثًا ثُمَّ يَدَهُ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ
وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْوُضُوءِ ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد .
****
هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على تلقي العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبلّغونه للناس، فهم الواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم صحبوه، وحضروا معه العمل الذي كان يعمله صلى الله عليه وسلم في عباداته، ويفسر القرآن الكريم بفعله، وكانوا يتلقونه عنه، ويحفظونه ثم يبلغونه لغيرهم ممن لم يحضروا من إخوانهم، أو ممن يأتي بعد، فهم الواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يطعن في الصحابة إنما يقصد بذلك إبطال هذه الواسطة واجتثاث هذا الدين من أصله؛ لأنه إذا ألغي عمل الصحابة، وروايتهم لأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، وأفعاله انقطعت الواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي نمشي على غير هدى في ديننا، وهذا هو قصد أعداء الله ورسوله من المنافقين، وممن مشى خلفهم، وورثهم في هذه المهنة الخبيثة وهي اتهام الصحابة، والكلام فيهم، والطعن فيهم، فيجب أن يتنبه لهذا الأمر وهو أنه ليس غرضهم أشخاص الصحابة،
([1])أخرجه: أحمد (2/59)، وأبو داود (117).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد