×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وإنما غرضهم الطعن في هذا الدين، وهذه فكرة منحدرة من اليهود، فهم الذين ما زالوا يشككون في هذا الدين، ويطعنون فيه، ويدسون الدسائس على المسلمين فيجب الانتباه لهؤلاء، ومعرفة مقاصدهم، وأنه ليس هدفهم أشخاص الصحابة؛ لأنه ليس بينهم وبين الصحابة خصومة في شيء، وإنما هدفهم الطعن في هذا الدين بالطعن في نقلته ورواته، والواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا الحديث فيه: أن عليا رضي الله عنه أحضر ماءً، وتوضأ منه عَلَى صفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا فيه: التعليم بطريقة العمل والمشاهدة.

أحضر ماءً فغسل كفيه إلى آخره كما سبق من أحاديث، إلا أن فيه زيادة أنه غسل ما أقبل من الأذنين، فهذا يدل على أن ما أقبل من الأذنين فإنه يكون من الوجه، ويجب غسله، واختلف العلماء في الأذنين هل هما من الرأس؟ أم هما من الوجه؟ أو بعضهما من الرأس وبعضهما من الوجه؟ في ذلك ثلاثة أقوال.

وهذا القول هو القول الثالث: أن بعضهما من الرأس وهو ظاهرهما، وبعضهما من الوجه وهو ما أقبل منهما، فيكون حكمه الغسل، ولا يكفي مسحه، وما كان من الرأس يكفي مسحه، وهذه مسألة.

المسألة الثانية: أنه بعدما غسل وجهه ثلاثًا أخذ كفًا من ماء فصبه على ناصيته أي: مقدم رأسه، فجعل الماء يسيل على وجهه، فهذا من تكملة غسل الوجه، حتى يغسله بحدوده كاملاً، ولا يبقى شيء من الوجه إلا وقد وصل إليه الماء.


الشرح