×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَأَصَابَهُمْ الْبَرْدُ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم شَكَوْا إلَيْهِ مَا أَصَابَهُمْ مِنْ الْبَرْدِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد. الْعَصَائِبُ: الْعَمَائِمُ، وَالتَّسَاخِينُ: الْخِفَافُ.

****

 ولا ينكر المسح على الخفين إلا الرافضة، وهم فرقة ضالة لا يُؤخذ بخلافها، ولا بقولها، وكذلك المسح على العمامة وعلى الخفين ثابت.

والأحاديث واضحة تدل على ثبوت المسح على الخفين، وعلى العمامة، وهي متواترة، وعليه إجماع الصحابة، فالمسح على الخفين وعلى العمامة ثابت ولذلك يذكره بعض العلماء في كتب العقائد مع أنها مسألة فقهية؛ لأنه لا ينكره إلا المبتدعة، أما أهل السُنَّة فيرون ذلك ولا ينكرونه، فذكره في العقائد لأجل الرد على المبتدعة الذين لا يعملون بالسُنَّة ويخالفونها وهذا خلل في العقيدة.

هذا فيه: بيان الحكمة في المسح على الخفين والعمائم؛ لأن نزع العمامة ونزع الخفين في وقت البرد فيه مشقة، فالله سبحانه وتعالى سهَّل على المسلم في المسح عليهما بدلاً من غسل الرجلين ومسح الرأس مباشرةً.

والعصائب هي: العمائم، فالعمامة تسمى: عصابة، وتسمى خِمارًا، والتساخين هي: الخِفاف، وسميت بذلك لأنها تُسخِّن القدم وتدفئه.

المسح على الرأس له ثلاث حالات كما جاءت بذلك الروايات، وكما ذكره الإمام ابن القيم في زاد المعاد.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (37/65)، وأبو داود (146).