وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ رَجُلا جَاءَ إلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَوَضَّأَ، وَتَرَكَ
عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفْرِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى
الله عليه وسلم: «ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالدَّارَقُطْنِيّ: وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ جَرِيرُ
بْنُ حَازِمٍ عَنْ قَتَادَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ .
****
فالنَّبِي صلى الله عليه وسلم أمره أن يحسن
وضوءه؛ لأن من رِجله مثل موضع الظفر لم يصبه الماء.
فهذا
لم يُحسن وضوءه وأمره بالإعادة، وهذا إن كان الوقت طويلاً بعد نهاية الوضوء، وإن
كان الوقت قريبًا والرِّجل لم تنشف فيكفي أن يغسل ما لم يصبه الماء، وهذا دليل:
على اشتراط المولاة في الوضوء.
«فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى
الله عليه وسلم: «ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ»» أي:
أكْمِلْهُ، والإحسان: هو الإتمام والإتقان، فالذي يترك شيئًا من رِِجله لم
يصله الماء لم يحسن وضوءه ولم يتقنه فيجب عليه إعادة الوضوء من جديد.
التيمن
في الوضوء أي: البدء بالميامن، والبداءة باليمين واستعمال
اليد اليمنى في الوضوء قاعدة في الشرع.
***
([1]) أخرجه: أحمد (19/471)، وأبو داود (173)، والدارقطني (381).
الصفحة 5 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد