وأما الحيض فإنه يخرج من عرق في قعر الرحم،
ويسمى العاذل، وبينهما فرق من جهة المخرج ومن جهة الأحكام.
فجاءت
فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكوا كثرة الدم وأنه لا ينقطع فماذا تصنع
لطهارتها وصلاتها؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ عِرْقٌ» أي: ليس هو بحيض، إنما هو عرق أي: إصابة لعرق ينزف
هذا الدم «فَإِذَا أَقْبَلَتْ الْحَيْضَةُ
فَدَعِي الصَّلاة وَإِذَا أَدْبَرَتْ» أي: انتهت تلك الأيام «فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي» أي: فاغسلي عنكِ
الدم وصلِّي، ففرج الله عنها، وبين لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا تصنع، فقوله
صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا أَقْبَلَتْ
الْحَيْضَةُ» أي: التي تعرفينها قبل أن تُصابي بالاستحاضة، وهذا إذا كان لها
عادة فإنها تعتبرها في الاستحاضة، فإذا جاء وقت العادة فإنها تترك الصَّلاة؛ لأن
هذا حيض، فإذا أدبرت عادتها بأن انتهى وقتها فإنها تغتسل، ويعتبر هذا الدم المستمر
استحاضة وليس بحيض.
ولكن
إذا لم يكن لها عادة معروفة، أو نسيتها فماذا تفعل؟
أرشدها
النَّبِي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أن تنظر في الدم، فإن دم الحيض يختلف عن
دم الاستحاضة، فإذا كان الدم أسود ثخين فإنه حيض، والدم الأحمر الخفيف يعتبر
استحاضة، فتميِّزه باللون، وإذا لم يكن له لون يميزه فإنها تميِّز بالرائحة؛ لأن
دم الحيض له رائحة منتنة، ودم الاستحاضة ليس كذلك.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ دَمَ الْحَيْضِ دَمٌ أَسْوَدُ يُعْرَفُ» ([1]) أي: له رائحة، ولونه أسود خلاف دم الاستحاضة فلونه أحمر، فإذا كان دمها أسود ثخينًا،
([1]) أخرجه: النسائي (216).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد